هذا البحث قدم ضمن فعاليات الندوة الفكرية حول موضوع: “دور المسرح في ظل الأزمات العربية الراهنة” بالدورة 29 لمهرجان الأردن المسرحي (6 ـ 14 نوفمبر 2022)، وذلك ضمن اليوم الأول بالجلسة الأولى ليوم الأربعاء 09 نوفمبر 2022، 

****************

 لابدّ من الوقوف بداية، على الخارطة المعرفية التي حدد تضاريسها وأرضيتها عنوان هذه الندوة ومحاورها الأساسية بجرأة ووعي بواقع المسرح العربي في ظل الأزمات العربية الراهنة، ذلك إن هذا العنوان يضع تحت المجهر واحدة من أهم الإشكاليات المسكوت عنها في مسرحنا العربي اليوم، وهذا يكشف عن نوايا مخلصة وصادقة في الخروج بنتائج علمية وعملية لمعالجة أحدى أخطر الظواهر التي تؤثر في مسيرة المسرح العربي.. ويكشف أيضاً عن رؤية منفتحة لما حدث ويحدث في واقعنا المسرحي، حيث بدأ المسرح العربي يفقد دوره التنويري ويعاني العزلة في ظل الإكراهات العديدة المتداخلة التي فرضت عليه، هذه الإكراهات الناتجة عن الأزمات العربية المتلاحقة، من أزمات اقتصادية الى إجتماعية الى سياسية، أدت بالنتيجة الى خلخلة القناعات الراسخة والمستقرات السائدة في فكر ووجدان المتلقي منذ مراحل التشكل الأولى لإنطلاق مسيرة المسرح العربي..

وبما إن العرض المسرحي يعكس مجمل ما يحدث في الواقع، بكل متغيراته وإنعطافاته وتأثيراته المتباينة على المجتع والفرد، وحيث إن جوهر العرض المسرحي هو محاكاة هذا الواقع وإعادة تشكيله، على وفق رؤية وأسلوب خاص.. لذا فإن طبيعة الأحداث وحركة الشارع ومتغيرات الحياة اليومية المتأثرة بالتداخلات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، تمثل محور ارتباط واتصال الجمهور بالعرض المسرحي، من جانب آخر فإن حركية إيقاع التطور التكنولوجي ونظم الإتصال التي نعيش اليوم على وقعه في عالم متسارع ومضطرب، أطفأ وهج مصباح المسرح السحري، ومنظومة تواصله الروحي مع المجتمع، حيث أصبحت نظرة المجتمع وطبيعة تعامله مع فن المسرح، تعاملاً هامشياً، أو كمالياً وترويحياً في أفضل حالاته، فبعد إن كان جمهور المسرح في السنوات الماضية متفاعلاً مع مجمل الحركات الفنية والتيارات الطليعية والمتغيرات الآيديولوجية، التي كانت تشكل أحدى أهم موجّهات الحياة ومتغيرات الواقع، فإنه لم يعد اليوم ينظر الى المسرح تلك النظرة التي ترى فيه حاجة أساسية في بناء المنظومة القيمية والذوقية للمجتمع والفرد.

فالموضوعات التي كان يتصدى لها الكاتب المسرحي كانت جزءاً أساسياً من حاجة المجتمع الباحث عن وجوده، أما اليوم فالعالم الذي أصبح قرية صغيرة وسلبت كل خصوصيات المجتمعات، فضلاً عن تنامي الشعور الجمعي لأغلب المجتمعات باللاجدوى واليأس من هذا العالم الذي فقد قيمه الروحية، وصار الإنسان مجرد رقم في مضاربات الإقتصاد العالمي وسوق المال، وتضاءل أمام عجلة التكنولوجيا التي سحقت كيانه ووجوده الذي كان مؤسساً على تلك القيم الروحية والمباديء الأخلاقية، وهو يرى ويلمس إن هذه القيم قد أضمحلت وتلاشت، ومع هذا الشعور الذي تولد لدى الفرد، لم يعد المسرح قادراً على أن يقنع الجمهور بأن (اللعبة) المسرحية ستؤثر في تغيير أو تعديل مسارات هذا الواقع أو تعيد إنتاجه أو تصحح أخطاءه، فالمشكلة لا تكمن في نقص أو خلل في قدرة المسرح، وإنما في (تسونامي) المتغيرات السياسية المباغتة والأزمات الملتهبة والمتصاعدة التي رافقها الإنفجار التكنولوجي الهائل، فضلاً عن حجم المآسي وما خلفته الحروب من آثار وحشية وويلات على مجمل مفاصل الحياة التي صار الإنسان يعاني قسوتها ومرارتها اليومية، فصار المجتمع يرى إن مآسيه أكبر وأعمق مما يقدمه المسرح له عبر لعبة وهم وإيهام فني، وهكذا ارتبكت واشتبكت قناعات الجمهور وثقافة التلقي التي تستلزم مراجعات وصياغات جديدة ومبتكرة في صناعة العرض المسرحي.

لا شك في إن لكل مسرحي رؤيته الخاصة ومقارباته الفنية وصياغاته الجمالية التي تتشكل على وفق مجساته الإبداعية، وهذه المجسات ربما لامست جوهر هذا الواقع المضطرب، وتشابكت مع مدخلاته وتعالقت مع مخرجاته، بوصفه نص يتوافق مع إيقاع الحياة والواقع الراهن من وجهة نظر المخرج, والذي سينتج عنه تفاعل الجمهور.. وهذه هي رؤية المخرج الخاصة, ولا يمكن لأحد أن يفرض على المخرج قناعات غير التي آمن بها, وبالتالي فإن جميع النصوص ستكون مهيأة لتداخل واشتباك مع رؤية أي مخرج مسرحي, ربما الآن أو ربما مستقبلاً, ولا يوجد ما يحول دون دخول أي نص الى فضاءات العرض المسرحي..

السؤال الذي يرافقنا دائماً هو: ما الذي ينقص المسرحيين الآن ليقدموا عروضاً أو نصوصاً مسرحية على غرار ما كان يقدمه جيل الرواد في المسرح العربي من مؤلفين ومخرجين مثل توفيق الحكيم وصلاح عبد الصبور وسعد الله ونوس وغيرهم من رواد الكتابة المسرحية في الوطن العربي…؟

المسرح، نصاً أو عرضاً، هو انعكاس لما يحدث في الواقع, بكل متغيراته وانعطافاته وتأثيراته المتباينة على المجتمع والفرد، وبالتالي فإن الفنان المسرحي يسعى جاهداً لمحاكاة هذا الواقع وإعادة تشكيله، على وفق رؤية ناتجة عن قناعات خاصة.. من هنا فإن طبيعة الأحداث ومتغيرات الحياة بكل جوانبها سيكون لها تفاعلاً وصدى في صوت المسرحي المتمثل هنا في نصه أو عرضه، فضلاً عن ذلك فإن طبيعة التطور التكنولوجي ونظم الإتصال، جعل نظرة المجتمع وطبيعة تعامله مع مجمل حقول الثقافة والفنون، ومنها فن المسرح، تعاملاً ثانوياً لا يتعدى التسلية والترفيه وقضاء وقتاً ممتعاً، فبعد إن كان جمهور المسرح في السنوات الماضية متأثراً ومتفاعلاً مع مجمل الحركات الفنية والتيارات الطليعية والمتغيرات الآيديولوجية، وكانت تشكل أحدى أهم موجّهات الحياة ومتغيرات الواقع، فإنه اليوم لم يعد ينظر الى المسرح تلك النظرة التي تجعله حاجة أساسية في بناء المنظومة الآيديولوجية والإجتماعية والذوقية للمجتمع والفرد..

فمثلاً ظهور كاتب مثل (توفيق الحكيم) في مطلع القرن العشرين جاء متزامناً مع مرحلة نهوض المجتمع المصري والثورة المصرية سنة 1919 التي ألهبت مشاعر الشعب وعواطفه، وبدأ بالخروج من حالة الركود والإستسلام الى مواجهة الظلم والإستعباد، فتولدت لدى الحكيم تلك الروح الوطنية الجديدة والحس القومي الذي نتج عنه دعوة الحكيم، من خلال مجمل نصوصه المسرحية الى حرية الفكر والإنفتاح على الآخر، مع طرحه لفكرته المؤثرة في المجتمع في تلك الفترة: ((إن الدين لا يتقاطع مع الإنفتاح الإنساني)) وهو يؤكد على إن: ((الدين والفن يرفعان الإنسان الى العالم العلوي، فالأنبياء والفنانون رسُل الحقيقة في الوجود..)) ومثل هذه الدعوات وجدت تفاعلاً من قبل أغلب طبقات المجتمع المتعطش لذلك الإنفتاح، فالموضوعات التي كان يتصدى لها الكاتب المسرحي كانت جزءاً أساسياً من حاجة المجتمع الباحث عن وجوده..

وسط هذا العالم الذي أصبح قرية صغيرة, وفي ظل هذا التسابق المحموم لسلب لإنتهاك خصوصية المجتمعات، فضلاً عن الشعور الجمعي باللاجدوى واليأس من هذا العالم الذي فقد قيمه الروحية، وصار ينظر الى الإنسان بوصفه رقماً في معادلات الإقتصاد العالمي ومضاربات سوق المال، وهو يرى ويلمس إن هذه قيمه الروحية تضمحل وتتلاشى، ومع هذه القناعات التي تولدت لدى المجتمع، لا يمكن للكاتب المسرحي بعد ذلك أن يؤثر في وعي المتلقي بسهولة وإن (وهم) المسرح يمكن أن يؤثر في هذا الواقع أو يعيد تصحيح أخطاءه، فالمشكلة إذن لا تكمن في عدم قدرة المسرحيين، بل في سرعة وحجم المتغيرات التي خلخلت قناعات المتلقي وشعوره بالإيقاع المضطرب للواقع الذي يستوجب منا قراءات جديدة وصياغات محدثة لهذا الواقع المشتبك..

ووفقاً لذلك فإن الكاتب المسرحي اليوم, بوصفه شاهد عصره، فإنه يقرأ الواقع ويتفاعل فيه ومعه، ويتحسس إشكالياته وقضاياه، ويعيد صياغتها بإمكانات وقدرات وقناعات تتفاوت من كاتب الى آخر، وهذه القناعات تختلف وتتباين حتماً عن ثقافة مجتمع الستينيات أو إشكاليات السبعينيات أو تحولات التسعينيات أو أزمات الألفية الجديدة… فالكتابة اليوم هي استمرار لحقيقة كونها إنعكاساً للواقع الراهن، وهي تحاول جاهدة توجيه بوصلة الحياة الإجتماعية، أو على الأقل اللحاق بحاجات المجتمع المتسارعة وإشكالياته المستمرة وقناعاته المتحولة وثقافته المتجددة، ومتغيراته التي لن تتوقف عند نقطة محددة..

 وبما إن فن العرض المسرحي يعد فن الاتصال الأرقى بين الفنون، بحكم امتلاكه فرضيات ومقاربات لا نهائية لإعادة إنتاج الحياة والتعبير عن مشكلات العصر والإنسان والأحلام والطموحات والمخاوف والهواجس والأمنيات التي تراوده، فالمسرح عبر وسائله المختلفة يهيء للأفكار والأحاسيس القدرة على خلق التفاعل والتواصل مع المتلقي، وعبر أدواته الأساسية، التي تكمن في وجود الإنسان والمتمثلة بالجسد والروح والفكر، الذي يرى نفسه ويكتشف عالمه، ولعل هذا هو السبب الذي جعل (بيتر بروك) يؤمن بأن المسرح قائم على الفطرة، و له عيون تنظر الى الغد، فهو وسيلتنا للإتصال بالعالم، ليس فقط على المسرح وإنما حتى في حياتنا اليومية لأنه يساعد على تعميق الشعور بالحياة الإنسانية ويخلق الإحساس بأننا جزء من هذه الحياة..

فالأساس في جوهر التجربة المسرحية، إنها تساعد على تعميق الشعور بالحياة الإنسانية، حيث إن المسرح مكون أساسي في حياة الإنسان منذ القدم، حيث كان قائماً في ذاته وفي سؤاله عن وجوده، حيث كان يحثه على التفكير والمناقشة والحوار والإتصال والتواصل، فهو الذي كان يحرر أدواته المتمثلة بـأسرار الجسد وهواجس الروح وتجليات الفكر، هكذا أشبه بتفاعل كيميائي حثيث ومتواصل، ينتج عنه ذلك التوهج الجميل، أو انطفاء ذلك المصباح السحري للعرض المسرحي.

كانت المجتمعات القديمة تعتبر الإحتفالات السنوية والطقوس والمراسيم مواسم مهمة لتحرير أدوات الإنسان، جسده وروحه وفكره، من الطرق التقليدية في التعامل مع متغيرات الحياة، وكانت هذه الإحتفالات تطرح التحفظ جانباً للإختبار الحر في التعامل بدون إكراهٍ، حيث يكون البهجة والمتعة أموراً جوهرية، وتعتبر احتفالات ديونسيوس، وجميع الطقوس والمناسبات في المجتمعات مجالاً لتفاعل المؤدي مع المتلقي في وحدة واحدة هنا في طقس الإحتفال، ولتفاعل الطبيعة وتقاليدها في النماء والزراعة، وتعاقب الفصول والليل والنهار والولادة والموت بأسلوب مسرحي لتعميق الشعور بالتجربة الحياتية، حيث كانت هذه المجتمعات توفر البيئة لتطوير أجهزة الإنسان الجسدية والروحية والفكرية ليكون أكثر توازناً وتأهيلاً لمواجه ظروف الحياة المتغيرة.

الدروس المستمدة من أهمية المسرح في حياة الإنسان، هو أن نتعلم كيف نشرك طبيعتنا الروحية والجسدية والفكرية في نشاطنا اليومي وممارساتنا الحياتية، والمسرح قائم على هذه الفرضية التي دعت (ستانسلافسكي) أن يبحث بشكل منهجي في تأريخ التمثيل والأداء المسرحي عن عناصر تنشيط المزاج الروحي بواسطة الخيال والتخيل لخلق الصورة عبر (الذاكرة الإنفعالية)، لمعالجة معلومات الذاكرة و(الظروف المعطاة) لقراءة وتشخيص رسائل البيئة، و (لو السحرية) على إنها (إيهام بالواقع) لمعالجة البيئة، ولهذا سميت هذه العناصر (تنشيط المزاج الروحي) لأن عملها كان يستهدف تكييف الإنسان للمعايشة وتعميق الشعور بالحياة الإنسانية.

وأمام مجهر المتلقي، وفي ظل تعدد القراءات وتنوع الرؤى واختلاف الأساليب وتباين الجذور وتجدد الثقافات، فإن تَمثُل الوقائع والأحداث في صيغة مسرحية يشكل جوهر العمليات الإتصالية، وهو الفرضية السائدة في تشكيل هوية ومفهومات الخطاب المسرحي الحديث.

إن حاجة العالم المعاصر للمسرح، تأتي من قدرته على الإقناع وتحقيق أهدافه في تبني الوقائع والأحداث والعلاقات والإتصالات والإستفتاءات واستطلاعات الرأي وصناعة البرامجيات بصيغة درامية، هي جزء من إعادة النظر في المعاني وفي الرؤية غير التقليدية للدراما والأداء التمثيلي ولمواقف حياتنا الواقعية، وذلك بالرجوع الى الأشياء في حالة بداهتها الأولى والأصيلة.

فالمسرح، ليس موضوعاً ولا مفهوماً ولا فكرة، بل إنه صيغة من صيغ الحياة، وقد أدركت المجتمعات المعاصرة تلك الصيغة وأهميتها وآثار استخدامها بشكل متعاظم، وأجمعت على ضرورة تعزيزها بأساليب متطورة من تكنولوجيا الإتصالات والتقنيات الرقمية، لغرض تفعيل وإعادة تنظيم رسالة المسرح ودوره في بناء المجتمع المعاصر، وذلك لأن من مميزات هذه الأساليب هي قدرتها على التماهي مع ثقافة التلقي المعاصرة، فضلاً عن تحقيق عناصر التسلية والمتعة والإثارة والدهشة وتحقيق الإقناع والإيهام بالواقع على وفق فرضية الضرورة والإحتمال، وهذه الحقيقة تمثل جوهر التجربة المسرحية..

وقد أدت أزمة تفشي الفيروس الكوني (كورنا) الى عزلة البشرية، عن بعضها وعن العالم المحيط، فيما كشفت عن إصرار بعض المسرحيين للتواصل فيما بينهم وتوظيف شتى الوسائل المتاحة لذلك، مستعينين بإمكانيات وقدرات ومعارف شخصية في الأساليب التقنية وتوظيف شتى وسائل الإتصال لتحقيق التواصل الإجتماعي، تأكيداً لرسالة المسرح الهادفة الى إعادة إنتاج الحياة كما ينبغي أن تكون وليست كما هي كائنة، وصارت تلك المحاولات تمنح المسرحيين ولو الحد الأدنى، من حالة الشعور بالرضا عن أداء واجبهم الأخلاقي وتلبية النداء الإنساني من خلال إصرارهم على خلق وإبتكار وتأسيس منصات بديلة عن منصة المسرح المعروفة، ومجمل هذه المحاولات تمثل استجابة لرغبتهم في كسر العزلة، وإبقاء جذوة الحياة متقدة، مع إدراك الفنان بأن هذه المنصات الألكترونية هي حالة مؤقتة فرضها الظرف الراهن، ولا يمكن أن تكون هي البديل الدائم عن حالة التجلي التي تخلقها طقسية الإتصال الروحي التي يتفرد بها فن العرض المسرحي عن سائر الفنون، فالتفاعل الحي والمباشر للمسرح بكل عناصره الفنية والجمالية مع المتلقي في لحظات العرض هي التي تمنح العرض المسرحي روحه وتمنحه دفقة الحياة وتمنحه صدقيته التي تتحقق عبر عملية الإتصال الوجداني، فالمسرحي بمحاولته توظيف المنصات الألكترونية، أراد أن يؤكد إنه لن يبقى مكتوف اليدين إزاء هذا المتغير الطاريء، وليؤكد إنتصاره الدائم لإرادة الحياة تحت شتى الظروف.

وراح البعض من المسرحيين العرب المشغولين بقضايا الحداثة والتجديد في الفكر الجمالي والنقدي النظري أو التطبيقي, يحاولون تقديم رؤاهم وأفكارهم عبر هذه المنصات الألكترونية لمواكبة هذا التطور من خلال مشاركتهم الفاعلة في مؤتمرات وندوات وحلقات فكرية ومهرجانات عربية ودولية ونقل تجاربهم الشخصية عبر منصات إلكترونية عديدة, الهدف الأساسي منها هو تحقيق حالة التواصل والتفاعل وتحريك الساكن وكسر حالة العزلة والمحافظة على جوهر العملية المسرحية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت