نص مسرحي: “جوستك” / تأليف: حيدر عبد الرحيم الطيب

 ( مسرحية للأطفال )

( الفئةالعمريةمن 8 الى 12 سنة )

 

شخوص المسرحية :

المرأة

الشاب

الساعة

الهاتف الأرضي

  

المكان :

(بيت ثري يوجد على يمين المسرح مكتبة، وعلى يسار المسرح تماثيل منحوتة وتلفون أرضي ولوحات متوسطة الحجم. في وسط المسرح ثمة تلفزيون نوع بلازما. وتحته جهاز بليستيشن. يفتح الستار بموسيقى مناسبة. تدخل أمرأة كبيرة في السن وهي تنظف المكان. بعدها يدخل طفل يبلغ من العمر أحدى عشرة سنة يرتدي ملابساً جميلة”على الموضة”. تيشيرت وقلادة في رقبته. وإسوارة في يده، يدخل مسرعاً)

الطفل: (يرمى حقيبته وملابسة بعشوائية) أيتها الخالة.. أين أنتِ.. أنا جائع جدا. أريد طعاماً . هل أكملتي الطعام. أم كعادتك تفضلين التنظيف على طبخ الطعام .

المرأة: ( بتذمر ) ماذا تفعل؟ لماذا ترمي الحقيبة وملابسك بعشوائية. ألا تغير عادتك هذه؟ متى ستتعلم لقد أرهقتني .

الطفل: سأحاول بعد أن أتناول الطعام . أعدك بذلك .

المرأة : لم أعد أثق بوعودك أيها الولد .

الطفل: لماذا أيتها الخالة ؟

المرأة : لأنك لا تنام مبكراً .فضلاً عن ساعة التنبيه التي يُفترض أن تصرخ من أجل أن تستيقظ أنت ولست أنا .

الطفل : (منشغلاً باللعب) أعدكِ أن لا تزعجك بعد الآن .

المرأة: وهاتفك؟

الطفل : ( متذمراً ) ما به ؟

المرأة: يرن أيضاً .

الطفل: (يشغل التلفاز) غدا سيكون يوم عطلة . أي أنه لن يرن ويزعجني .

المرأة: (تصرخ) كل يوم وأنا أقضي وقتاً طويلاً من أجل إيقاظك . بسبب هذا الجهاز (تشير الى البليستيشن) ولم تكتفِ بهذا . بعدها تُمسك هاتفك لوقت متأخر من الليل .

الطفل : (يقوم بشحن هاتفه) يا خالتي دعكِ من هذا وأحضري لي الطعام . أنا جائع جداً .

المرأة: (بتعب) لم أُطق صبراً. أنا سأغادر هذا البيت بسببك أنت .

الطفل: (يصرخ) بسببي أنا !!

المرأة: أجل . لو سمحت أيها الولد . أخبر أمك أن تعطيني أجرتي لكي أرحل .

الطفل : الى أين ؟

المرأة: أريد المغادرة . سأبحث عن منزل آخر .

الطفل : (بتملق) لا . لا خالتي أرجوكِ . لا يمكنني الإستغناء عنكِ أرجوكِ .

المرأة: أنت ولد مُتعب وأنا إمرأة كبيرة في السن.

الطفل : أعدك أنني سأفعل ما تطلبين مني بعد الآن .

المرأة: لم أعد أثق بك .

الطفل : (يفكر) سنُعطيكِ ثمناً مضاعفاً لو أستغنيتي عن فكرة المغادرة .

المرأة: سأفكر بالأمر .

الطفل : دعكِ من التفكير أنا جائع هيا أعطني أي شيء .

(تخرج المرأة، ويذهب الطفل نحو البلي ستيشن ليبدأ اللعب)

الطفل: (يمسك الجوستك) هيا . لا لا . سأنتصر هذه المرة . لا ، ياله من حظ عاثر . خسرت مره أخرى (يرمي الجوستك بغضب ويذهب الى الهاتف الموضوع على الشاحن. يسحب الهاتف بقوة من سلك الشاحن ترتطم يده بالساعة الجدارية)

الساعة: (تُخرج صوتاً ) طن . طن . تك . تك .تك من أنت لقد أيقظتني (تتثائب)

 (ملاحظة الساعة متوقفة منذ سنة 2003 وإستيقظت سنة 2023)

الطفل : (ينظر لها بأستغراب) أنا ..

الساعة : ( تقاطعه، تتقدم لوسط المسرح) نعم أنت .

الطفل: ( بتردد ) أنا هنا .. كنت .

الساعة : (مقاطعة) كنت ماذا ؟ سألتك من أنت ؟

الطفل : (يتلعثم) أنا .. هذا .. بيتي

الساعة : بيتك ؟

الطفل: نعم بيتي .

الساعة : منذ متى وهو بيتك ؟

الطفل: منذ طفولتي وأنا هنا .

الساعة : وهل تعرفني ؟

الطفل: لا أبداً . ولكنني أراكِ باستمرار، هنا .

الساعة : وماذا حصل اليوم ؟

الطفل: لا شيء . لكن لمستكِ يدي بالصدفة . وها أنت تكلمينني .

الساعة : صدفة ؟ فعلا كل شيء يقع بالصدفة سيكون رائعاً .

الطفل: ماذا تقصدين ؟

الساعة : ستعلم لاحقاً (بدلع) أخبرني الآن ماذا تقول عني عندما تراني .

الطفل : (بلامبالاة) لا شيء مجرد جماد على الحائط . ربما من أجل الزينة في البيت .

الساعة : (بغضب) زينة؟ وهل يراني أحد غيرك ؟ في هذه المدة الطويلة ؟

الطفل : لا أظن ذلك . لا أحد تحدث عنكِ أمامي في يوم ما .

الساعة: (بإستغراب) لماذا ؟

الطفل : لا أدري .

الساعة: ولكن أنا تذكرتك. وأنت في سن السادسة أو السابعة من العمر .

الطفل : أنتِ تتذكرينني؟ كيف؟ منذ قليل وأنتِ لم تعرفيني .

الساعة : هذا صحيح حينما حدثتني تذكرت أنني أعرفك . في ما مضى كنتُ محط إهتمام كبير .

الطفل: كيف ؟ ومن أي ناحية ؟

الساعة: من حيث الوقت كان الجميع ينظر إليَّ بنظرات مختلفة. بعضها متوترة. وأخرى مفرحة. وبعضها مثيرة .

الطفل : (غير مكترث) لا أتذكر .

الساعة : وحينما حصلت على شهادتك الإبتدائية كانت والدتك تنظر إليَّ بنظرات متوترة. لكي تعرف وقت إعلان النتائج .

الطفل : ( غير مبالٍ ) ربما .

الساعة : وأبيك كان ينظر إليَّ نظرات فرح وهو ينتظر موعد رجوعك من المدرسة .

الطفل : لا أعرف .

الساعة : وأخيك الأصغر كان ينظر إليَّ . حتى يحين موعد الإفطار .

الطفل :ينظر إليكِ أنتِ ؟

الساعة :  نعم . نعم .

الطفل : ربما .

الساعة: ووالدتك ، كانت تذهب وتعود إليَّ بعد كل نصف ساعة من أجل خميرة الخبز .

الطفل : ( مبتسماً ) ربما كان ذلك .

الساعة : أتذكر حينما كنتم تنتظرون مباراة كره القدم وأنتم تنظرون لي بنظرات الإشتياق إنتظاراً لوقت المباراة ،وحينما يتقدم فريقكم تزداد نظراتكم لي، كنت أفسرها عن لسان حالكم . ( تُمثّل ) هيا تحركي أسرعي. ( هنا اغنية عن الوقت ) لماذا هذا البطئ وأنا أنظر لكم وعقاربي تتراقص بأستمرار . كنت أحس بوجودي . مثل طفل مدلل

الطفل : لم أتذكر . ولكنني أشاهد المباراة وحدي دائما عبر جهاز الآيباد .

الساعة : (بدلع) كان أباك ينظر لي كثيراً . وكانت والدتك تغار عليه كثيرا لأنه ينظر إليَّ بإهتمام متزايد .

الطفل : ( مبتسماً ) ربما .

الساعة : آه لو تعرف كم من لحظات يملأها العطف والحنين والإشتياق حينما كانت والدتك تنتظر وقت الذهاب الى الطبيب لمعرفة جنس الجنين، في وقتها كانت مجنونة من الفرح . وهي تنظر إليَّ

الطفل : (مستهزئاً) هذا واضح .

الساعة: وأباك كان ينتظر الساعة العاشرة حتى يخرج على الكابينة من أجل أتصال هاتفي. ليطمئن على والدتك التي ذهبت من أجل زيارة والدتها.

الطفل: (يضحك) ولماذا يخرج. لماذا لم يتصل بها وهو في داخل البيت. ربما ذهب الى الخارج ليكلمها لأن والدتي تغار على أبي منك لأنك جميلة .

الساعة : لا . ليس هذا . ولكن كان في وقتها لا يوجد هاتف في البيت. بعدها تقدم والدك بطلب الى دائرة البريد من أجل الحصول على خط هاتف في البيت .

الطفل: ( بسخرية ) بريد ؟ ماذا تقولين وما شأن البريد بالهاتف ؟

الساعة : لا يمكن هذا ، يجب عن أن يكون عبر البريد .

الطفل: لا أنت مخطئة. وما علاقة البريد بالهاتف؟

الساعة : يجب أن يكون ذلك عبر البريد .

الطفل : ( مستهزئاً ) أتقصدين أن هاتفي ( يخرج الهاتف )  يكون عبر البريد. هذا غير صحيح

الساعة : أجل وتقدم فاتورة كل نهاية شهر بالمكالمات الصادرة أيضا .

الطفل: ( مستمراً بالإستهزاء ) عن أي فاتورة تتحدثين أنا أشحن هاتفي يومياً مره واحدة أو مرتين ولم أذهب الى أي بريد .

الساعة : ( مستغربة ) أذن أين تذهب ؟

الطفل: من أي سوبر ماركت . أو من أي صديق أحصل على بطاقة شحن وحتى من الشركة نفسها .

الساعة : ( بغضب ) أنت تسخر مني؟

الطفل: ( بلامبالاة ) أنتِ من يسخر مني . وليس أنا .

الساعة : أنا أتكلم عن حقائق .

الطفل: أي حقائق . حقائق لا صحة لها أبداً في حياتي .

الساعة : سوف آتيك بدليل .

الطفل: أي دليل؟

الساعة : ( تشير الى الهاتف الأرضي ) أنظر الى ذلك الهاتف .

الطفل: أتقصدين ذلك الشيء الذي قرب تلك التماثيل ؟

الساعة : نعم

الطفل: ( بسخرية ) وهذا هو دليلك؟

الساعة : نعم هذا هو ؟

الطفل: ( يضحك ) هذا ليس هاتفاً . أنظري إليه جيداً .

الساعة  : أنا أعرفه . أنت أنظر إليه جيداً ، وليس أنا .

الطفل: ولكنني لا أعرفه .

الساعة : سأعرّفك عليه .

الطفل: ولكنني غير مقتنع به .

الساعة : ( تنادي على الهاتف ) أيها الهاتف .. أيها الهاتف . ترفع السماعة .

الهاتف الأرضي : ( ملاحظة : الهاتف الأرضي متوقف منذ سنه 2003 حتى سنة 2022 )

الهاتف الأرضي: (يتثاءب متقدماً نحو وسط المسرح بمشية البطريق) ماذا هناك أيها الساعة؟ لماذا ترفعين سماعتي؟ هيا تكلمي، ربما يكون يحصل أتصال ما. أما برفعك لسماعتي فلن يحدث ذلك .

الساعة:  هذا الطفل.

الهاتف الأرضي : ( مقاطعاً ) كان يرغب بالإتصال، أليس كذلك ؟

الساعة : ولكن ..

الهاتف الأرضي : الخط مقطوع . أنا أعلم (الى الطفل) أيها الطفل أذا أرت أن تتكلم عليك الذهاب الى دائرة الاتصالات. لتسديد قائمة الاتصال. لقد بلغ الحد المسموح به في الاتصال لشهر نوفمبر لسنه 2002 (يُخرج ورقة وقلماً ويسجل )

الساعة : ولكن هذا الطفل لا يريد غير …

الهاتف الأرضي : ( مقاطعاً ) أعلم ،أعلم . لقد فهمت .

الساعة: فهمت ؟ فهمت ماذا ؟

الهاتف الارضي: لا يريد تسديد القائمة لهاذا الشهر (الى الشاب) منذ ساعة وأنا نائم. تصورت عندما أصحو تكون القائمة قد تم دفعها عن طريق دائرة الاتصالات. أو ساعي البريد. المزعج الذي يأتي في وقت غير ملائم.

الطفل: ( مستغرباً ) أنا لا أفهم شيئاً . عن ماذا تتحدث ؟

الهاتف الأرضي: أنا أتحدث عن ساعي البريد المزعج .

الطفل: ( مستغرباً ) لم أفهم .

الهاتف الأرضي: إسمعني جيداً سأوضح لك الأمر . عليك الذهاب بنفسك .

الطفل: الى أين ؟

الهاتف الأرضي: الى دائرة الإتصالات .

الطفل: لماذا ؟

الهاتف الأرضي: لتسديد الفاتورة،حتى تتمكن من الاتصال .

الطفل: ولكني لا أحتاج الى كل هذا .

الهاتف الأرضي : أذن كيف تريد أن أساعدك في الاتصال ؟

الطفل: ومن طلب مساعدتك ؟

الهاتف الأرضي: أنت .

الطفل : ( مستهزئاً ) أنا …

الساعة : ولكن هذا الطفل لا يعرفك .

الهاتف الأرضي : كيف لا يعرفني وهو يريد الاتصال عن طريقي أنا .؟

الطفل: أنا لا أعرفك ( يشير الى الساعة ) الساعة تقول أنك هاتف .

الهاتف الأرضي : نعم ، أنا هاتف .

( نسمع أغنية عن أهمية الهاتف )

الطفل: ولكنني لم أرَك من قبل . ولم أتعرف عليك غير الان . أراك أمامي ولكنني أتجاهل وجودك .

الهاتف الأرضي : ( يضحك ) إنك تمزح . لأنك لا تريد تسديد الفاتورة .

الطفل : ( بضجر ) صرعتني بالفاتورة، أنا لا أعرفك ، ولا أعرف عن أي شيء تتحدث أنت وهذه الساعة .

الهاتف الأرضي: حتى الساعة لم تعرفها !!

الطفل: نعم . ولكن أكتفي بالنظر إليكما. لا أعرفكما أنتما الاثنين، أنا لا أعرف غير هذا الهاتف ( يُخرج الموبايل النقال )

( تدخل المرأة ومعها قطعة سندويج وقنينة من العصير )

الطفل: لقد تأخرتِ كثيراً . أكاد أهلك من الجوع .

المرأة: ( تعطيه الطعام ) خذ هذا إلى أن أُكمل الطعام في غضون ساعة .

الساعة : كيف حالك أيتها المرأة الطيبة ؟

المرأة: آه .. الساعة الجميلة. كيف حالك. أراك نشطة الآن (تنظر الى الهاتف) والهاتف أيضاً . كم أنا مسرورة. لرؤيتكم مجدداً (الى الطفل) كيف خطر لك هذا؟ أن تُشغّل الهاتف والساعة معاً ، ربما خسرت كعادتك بالبلي ستيشن فتركته وأنتابك الفضول لمعرفة الساعة وهذا الهاتف الجميل.

الطفل: لا أنا لا أريد أن أعرفهما . لأنهم يتكلمان عن أشياء لا أعرفها ولا أفهمها .

الساعة: ( الى المرأة) أحقا أن هذا الطفل لا يعرفني؟

الهاتف الأرضي : وأنا أيضا ؟

المرأة: نعم قوله صحيح . لا يعرفكما كما أعرفكما أنا .

الساعة : ولكني عرّفته من أكون ، وما هو دوري .

الهاتف الأرضي: وأنا كذلك .

المرأة: حتى وإن حدث ذلك . إنه لا يعرفكما ولن يقتنع بما تقولانه .

الهاتف الأرضي: ولماذا ؟

المرأة: لأنكما توقفتما قرابة عشرين عاماً .

الساعة والهاتف الأرضي : ( معاً ) عشرون عاماً .

المرأة: نعم هذا ما حدث . لقد تغيّر كل شيء .

الساعة : أيتها المرأة أود معرفة ذلك .

الهاتف الأرضي: وأنا كذلك .

المرأة: في العشرين عاماً التي توقفتما فيها حدثت أشياء كثيرة ومتطورة .

الساعة  : مثل ماذا ؟

المرأة  : لقد دخلت الكثير من التكنولوجيا في حياتنا وتم إجراء التحديثات عليكما .

الساعة : هذا شيء يجعلني في بهجة وسرور .

الهاتف الأرضي: ( مكملاً ) وهذه التحديثات حتما لصالحنا .

المرأة  : للأسف ليست لصالحكما أبداً،لقد دخلت الكثير من الأجهزة الحديثة وجعلت حظوظكما تتراجع يوماً بعد يوم .

الهاتف الأرضي : وأي نوع من الأجهزة هذه التي تنفي وجودنا؟ إستخدام الهاتف أمر لا بد منه كلما مرت السنين .

المرأة: هذا صحيح . ولكن الهاتف تطور كثيراً . طوال عشرين عاماً .

الساعة : ( بذعر ) لا أصدق هذا .. عشرون عاماً وأنا متوقفة .

الهاتف الأرضي : عشرون عاماً !!لقد تصورت أنني متوقف منذ ساعة .

الطفل : ( وهو يأكل محدثاً نفسه ) يا لها من ساعة ماكرة قبل قليل كانت تروي لي عن مغامراتها مع أبي وأمي، والآن تقول: تصورت أني متوقفة منذ ساعة .

المرأة: التحديثات كانت جميلة فوق ما تتخيلون .

الهاتف الأرضي : ( مقاطعاً ) مهما كانت حديثة لا يمكن أن نتوقف كل هذه السنين .

المرأة:( تُخرج هاتفها النقال ) أنظر أيها الهاتف ، هذا هو التطور الحديث الذي توقفت أنت بسببه  .

الساعة : وكيف يعمل هذا ؟

الهاتف الأرضي : لكن ذلك لا يعني أن نتوقف أبداً مهما كان التطور كبيراً .

المرأة: مهما تحدثتم . لا يمكنكم فعل أي شيء .

الساعة : لماذا ؟

المرأة: لأنه ببساطة ليس هناك من يستمع إليكم . الأغلبية سيكون ردهم مثل هذا الطفل ، صدقوني .

الهاتف الأرضي : (الى المرأة) وأنتِ ما قولك؟

المرأة: أنا ماذا ؟

الهاتف الأرضي : هل ستكونين معنا ؟

المرأة: وكيف سأكون معكما ؟

الهاتف الأرضي : سنثور على تلك التحديثات . ونعاود خدماتنا كما في السابق .

المرأة: أنا لا أمانع . ولكن ؟

الساعة : ( تقاطعها ) ولكن ماذا أيتها المرأة؟

المرأة: لأن هذا الثورة لن تسفر عن شيء أن كنت معكم أو من دوني؟

الساعة : (منفعلة) لا ، سننجح.. ولن نسمح لهم بتهميشنا أبداً .

المرأة: ( بتذمر ) ستكون ثورة خاسرة .

الهاتف الأرضي : سننجح .

المرأة : لن يتحقق شيء أبداً .

الساعة : سأحافظ على وجودي مهما كلفني الأمر .

المرأة : قلت لكِ هذه ثورة خاسرة ، ستخسران . أنتِ الآن تتواجدين بشكل لافت ومثير للإهتمام ومحط أنظار الكثيرين .

الساعة : ( غاضبة ) مثير للإهتمام ؟ متوقفة منذ قرابة عشرين سنة والآن تقولين لي أنني محط أنظار الكثيرين .

المرأة: نعم أيتها الساعة أنت محط إهتمام لأنك تتواجدين في اللوحات الجدارية المثيرة للدهشة .

الساعة : ولكني لا أعمل ؟

المرأة: ولكن بسببكِ تُباع تلك اللوحات بأثمان باهظة .

الهاتف الأرضي : ( ضجراً ) إن كان وجود الساعة لازال قائماً . فأنا وجودي قد إندثر .

المرأة: هناك من يذكرك كما ذكرتك أنا، وستصبح تراثاً ثميناً في يوم ما .

الهاتف الأرضي : ( يصرخ ) لا ، هذه أمال خائبة ومجهولة . سأواصل ثورتي من أجل وجودي .

الساعة : ( تصرخ ) وأنا كذلك. سأثور من أجل إستعادة هيبتي .

الطفل : ( يمسح فمه ) لازلت جائعاً، سألعب قليلاً حتى يكتمل الطعام .

الساعة : ولن نسمح للتحديثات الفاشلة أن تتغلب علينا .

( الطفل ينظر للساعة ثم يقوم بخلع بطاريتها لتتوقف بعدها “ستوب كادر” ثم يُعيدها الى مكانها الذي كانت مركونة فيه)

الطفل : (يعاود  لعب البليستيشن) هيا تحرك . سأفوز هذه المرة .

الهاتف الأرضي : ( صارخاً ) سأعود الى ماكنت عليه. سأعود الى عهدي لا تكنلوجيا بعد اليوم، لا تحديثات بعد الآن .

( الطفل يقوم برفع سماعة الهاتف فيتوقف “ستوب كادر” . ثم يُعيده للمكان الذي كان يقف فيه أول مرة )

المرأة : ( الى الطفل ) بعد قليل سأجهز الأكل. أنا ذاهبة ولن أتأخر .

الطفل : (يصرخ) آه .. لقد خسرت مرة أخرى .

( إظـــــــــــــــــــــلام )

 

حيدر عبد الرحيم الطيب / العراق _ الناصرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت